عاصفة النصر ستبدأ بعد محادثات جنيف 3

   قلتها في السابق وسأضل أكررها ولن أبدل موقفي حتى نصل للنتيجة النهائية في الأزمة اليمنية ، قلت أن لا جدوى من أي محادثات مع مليشيا مارقة لا تمتلك ثقافة الإيفاء بالمواثيق والعهود ولا تعرف إلا لغة السلاح ، وما أُخِذ بالقوة وقعقعة السلاح فلا يسترد إلا بمثلهما .

   كنت في ما مضى عند سماعي لمحادثات قادمة بين الحكومة الشرعية ومليشيا الإنقلاب أستبشر خيراً ويحدوني الأمل بأنها ستنتهي لإتفاقات تنهي الأزمة اليمنية ، ولكنني بعدها تيقنت تماماً بأن أي محادثات ستفشل قبل أن تبدأ ، وأظن أن كل الأطراف يقينها كذلك وما حضورها إلا شكلياً ، وشعوري هذا بدأ بمجرد إنتهاء محادثات الكويت .

   لم يسبق أن رعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن أي محادثات بين حكومة شرعية ومليشيا إنقلبت عليها إلا في الشأن اليمني ، وفي تقديري أن هناك مؤامرة دولية حيكت لليمن ويراد منها إستمرارية الحرب وما تلك المحادثات إلا وسيلة لإطالة أمد الأزمة حتى تتحقق أهداف المؤامرة .

   ونحن لن نعتب على حكومتنا الشرعية لحضور هذه المحادثات حتى لا تُصنف اليمن أنها المعرقل لإحلال السلام في اليمن والمنطقة ، ولابد أن تلتزم اليمن بقوانين الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، ولكنني أعتب عليها بأنها كانت عامل رئيسي لإستمرار الأزمة وإستمرار معاناة الشعب اليمني ، لأنها تعلم بأن هناك معرقل رئيسي لحسم المعارك وإنهاء معاناة الشعب اليمني لا سيما في المناطق المحررة وهي دويلة الإمارات العربية المتحدة .

   الإمارات العربية المتحدة كشفت عن أقنعتها وأثبتت انها لم تأتي لليمن لتساعدها في القضاء على مليشيا الإنقلاب ، بل جاءت لتنفذ دورها في هذه المؤامرة وللوصول لأطماعها في اليمن ، وقد ساعدها على ذلك تلك الأدوات الرخيصة في الجنوب والشمال ، وإلا ما الداعي من إنشاء مليشيا وكيانات وتدعمها بالمال والسلاح وكل ما تحتاجه من وسائل .

   لو لم تعرقل دويلة الإمارات تشغيل ميناء عدن ومطارها وعملية تصدير النفط والغاز لما كنا إحتجنا لدعم مالي لتوفير الخدمات المعيشية للشعب ، ولو لم تقوم بسحب العملة الصعبة من الأسواق لما إنهارت العملة ولما إرتفعت الأسعار وساءت الخدمات ، ولو لم تنشئ مليشيات المجلس الإنتقالي لإستطاعت الحكومة اليمنية تطبيع الحياة في المناطق المحررة .

   كنا على ثقة بأن الشارع اليمني سيكتشف يوماً ما بأن رأس الفتنة التي أوصلت الشعب اليمني لهذه المأساة التي يعيشها هي دويلة الإمارات ، وها نحن نراه اليوم خرج ليندد ويستنكر غطرستها ومؤامراتها وحربها ضد الشعب اليمني  وتعذيبه كوسيلة ضغط على فخامة الرئيس يمنحها كل طلباتها .

   لن تنتهي الأزمة اليمنية بإتفاقات على طاولة المحادثات ، فلو كانت الأزمة ستنتهي بإتفاقات لأنتهت في محادثات جنيف 1 أو جنيف 2 أو حتى محادثات الكويت ، بل ستنتهي بأرض المعارك من خلال قعقعة السلاح ودوي المدافع ، فهل كان إحتلال صنعاء وباقي المناطق بعد إتفاقات على طاولة المحادثات أم أنه كان بقوة السلاح .

   في رأيي أول خطوة ينبغي أن يقوم بها فخامة رئيس الجمهورية لإنهاء الأزمة اليمنية هي إعفاء دويلة الإمارات من مهامها في اليمن ورفع دعوى قضائية ضدها في محكمة العدل الدولية بكل إنتهاكاتها في اليمن ، ثم رفع مذكرة لمجلس الأمن بإدراج طارق عفاش والمجلس الإنتقالي كمعرقلين للعملية السياسية في اليمن .

   الخطوة الثانية يعلن فخامته عن ( عاصفة النصر ) بعودة العمليات العسكرية للقضاء على المليشيا وإنهاء الإنقلاب ويبدأها من الحديدة ، وغير ذلك فمعناها مضيعة للوقت وإستمرار لمعاناة الشعب اليمني ، إلا إذا أبدت مليشيا الإنقلاب النوايا الحسنة بدايةً بإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين .. ولا أظنها ستفعل .

علي هيثم الميسري