بمجرد أن طلب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من قوات التحالف التدخل لضرب مليشيا الإنقلاب وللحد من إحتلالها لباقي المناطق اليمنية لم تتردد حينها قوات التحالف لحظة واحدة في التدخل ، وبالفعل بفضل الله تعالى ثم بوقفة إخوتنا في التحالف وبرجال اليمن إنكمشت الرقعة الجغرافية التي كانت تحتلها مليشيا الإنقلاب .

   لم تتبقى إلا أشهر معدودة وسنكون قد أتممنا السنة الرابعة على تحرر العاصمة عدن ، ومن يوم التحرير حتى اللحظة إزدادت الأوضاع المعيشية سوءاً وبشكل مستمر ، ويوم وراء يوم تتواصل إزدياد نسبة الفقر في أوساط المجتمع العدني خاصة وبالجنوب عامة .. هذا إن تكلمنا على مستوى الجنوب أما إذا أسهبنا في الحديث على مستوى الشمال فحدث ولا حرج ، فدعونا أولاً نتحدث عن الجنوب وعلى الأخص عدن ، ففي مثل هذه الأوضاع والمآسي لا ندري نوجه أصابع الإتهام لأي جهة ونحملها المسؤولية ؟ هل للحكومة الشرعية أم للتحالف أم لأدوات الرخص المخربة المتمثلة بالمجلس الإنتقالي ؟

   أتمنى من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أن يطلب من التحالف على وجه السرعة بالتدخل من إنقاذ العملة وتدهورها ، وإنقاذ الناس من الهلاك والوقوع في الرذيلة حتى يأمنوا الحياة ، فوالله الذي لا إله غيره وصل لمسامعي من صديق غاية في الصدق والأمانة أخبرته ناشطة بأن هناك فتيات شريفات باعن شرفهن لأجل وجبة غذائية واحدة .. ( أسأل الله تعالى أن ينتقم من الذي كان السبب  في إيصال عفيفات وطاهرات وطني إلى هذه الحالة المؤلمة .. وأسأله تعالى أن يرى بناته وهن يمارسن الرذيلة لأجل شربة ماء ) .

   في حالة طلب فخامة رئيس الجمهورية هذا الطلب من قيادات التحالف هل يا ترى سيلبوا النداء كما كان في حال التدخل العسكري ؟ أنا في رأيي بأنهم لن يلبوا النداء بتاتاً البتة ، بل وأقولها بصراحة فقد طفح الكيل بأن دول التحالف وعلى وجه التحديد الإمارات العربية المتحدة هي من جلبت لوطني الحبيب هذه المأساة وأوصلت نسبة الفقر إلى أعلى مستوياته طبعاً عبر أدواتها الرخيصة في الجنوب ، فوالله الذي رفع سبع سماوات وبسط مثلهن من الأراضِ بأن هذه الدويلة المارقة لو لم تجد أدوات رخيصة في عدن مثل الإنتقالي وقطيعه لما أستطاعت أن تحقق هذه النتائج الكارثية للشعب اليمني من جوع وغلاء معيشة وتدمير وقتل وإختطاف وإنعدام للخدمات ، والدليل على ذلك أن كل الكوارث في عدن لا تتواجد مثلها في مأرب لعدم توفر هناك الأدوات الرخيصة .

   طبعاً الحكومة اليمنية ليست في منأى من تحمل المسؤولية فعلى العكس تماماً هي من تتحمل الجزء الأكبر ، فلو أحصينا أخطاء وفساد الكثير من المسؤولين فقد ربما نعمل ثورة في أوساط الشعب وقد تتبدد أحلامنا في إقامة مشروعنا العظيم اليمن الإتحادي ، على الرغم من أن ( هناك بوادر ثورة جياع ستنفجر في أي لحظة في عدن ) ، فلم نرى أي مسؤول خاطب الشعب عن سبب تدهور العملة ولم نرى أن خرج أحدهم ليفند لشعب الجنوب عن سبب بيع الدبة البترول في مأرب ب 3500 وفي الجنوب ب 8000 ريال ( نحن نعلم ولكننا غير مسؤولين ) .

   لو أبدت دويلة الإمارات المارقة حسن النوايا ومكنت الحكومة الشرعية من ممارسة مهامها دون تدخل أو مؤامرات لما كان وصل حالنا إلى هذا المستوى ، والمشكلة أن الله بلانا بكثير من المسؤولين من أجبن ما خلق ، وشعارهم ( يالله نفسي ) فيخشى إن تكلم أو إنتقد فأن مصدر رزقه سينقطع ناهيك عن ممارستهم الفساد ، فهناك من يذهب ليلتقط سيلفي في مناطق التماس لصنع له بطولات وبمقابل مادي ، وهناك أفشل وزير عرفته البشرية وعلى مر التاريخ الذي جعل منظمة حقوق الإنسان تتهم حكومته بإنتهاكات حقوق الإنسان والسبب رتابة عمله وإنعدام خبرته وقد يكون تعمده .

    وأخيراً أشكر كل من عبدالعزيز جباري وصلاح الصيادي وأحمد الميسري وصالح الجبواني على شجاعتكم المتناهية التي أغضبت عدونا حينما إتهمتوه بالعرقلة وتعمد إفشال الحكومة بالتدخلات الغير مبررة والغطرسة ، ويعلم الله بأن أسمائكم ستخلد في قلوبنا لمواقفكم الشجاعة تلك ، أما أولئك المنبطحين والفاسدين سيكون مصيركم في مزبلة التاريخ والشعب اليمن العظيم هو من سيقذفكم بها .

علي هيثم الميسري