بعد التوقيع على وثيقة الوحدة في العام 90 خطب علي سالم البيض خطاب جماهيري وفي عبارة أشعلت روح الجماهير فهتفت للوحدة حينما قال وبحماسة بالغة : لقد تعانقت صنعاء وعدن وللأبد ، فما لبث غير أربع سنين ونقض حماسته تلك وأعلن الإنفصال .

   الهالك علي عفاش عندما ضغطت عليه الجماهير بأن يرحل ويسلم السلطة فقال حينها سيسلمها لنائبه آنذاك عبدربه منصور هادي ، وبدأ يماطل تارة ويسوِّف تارة أخرى حتى إستسلم للضغوط الخارجية وسلمها على أمل أن يعود للسلطة من الشباك حينما خرج من الباب ، وتوالت الأحداث حتى رأى أن عودته باتت مستحيلة بتمكُّن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من السلطة فلم يجد بُدَّاً من الهجوم والتهكم ضد فخامته فنقض عبارة الأيادي الأمينة .

   قبل أن يهلك علي عفاش كنا نلتمس له العذر بتهجمه وتهكمه على فخامة الرئيس القائد ، فخسارة رئيس كعلي عفاش للسلطة بمثابة أمر جلل له لا سيما ونعلم حبه وهوسه بالسلطة والزعامة ، لذلك ردة فعله كانت طبيعية جداً ، حتى ذنب إيران وزعيم المجوس عبدالملك الحوثي هجومه الكاسح ضد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كان أمراً طبيعياً ، أليس فخامته من نسف أحلامه في تزعم البلاد اليمنية والجماهير اليمانية والتي كان يعتبر زعامته حق إلهي بما أنه من آل البيت حسب إعتقاده ؟ .

   إن كنا قد إلتمسنا العذر للهالك علي عفاش ومن أهلكه فلن نلتمس العذر لمن أكرمهم فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي من الجنوبيين وتصالح وتسامح معهم وعاملهم كأبنائه وسلمهم مناصب لم يكونوا يحلموا بها في فترة حكم الطاغية ، لن نلتمس لهم العذر بتهجمهم وتهكمهم ضد فخامته ، لن نلتمس لهم العذر وهم يسبونه ليل نهار مستغلين سماحته وطيبة قلبه وسعة صدره وسلميته ، مع علمهم بأنه لو قرر أن يتحول لرئيس دموي لقضى عليهم في عشية وضحاها ولسوى بهم الأرض ومن يدعمهم ليستخدمهم في الفوضى والعبث .

   لا أدري لماذا يحملون في قلوبهم هذا الحقد تجاه فخامته ؟ فحقدهم الدفين تجاه صاحب القلب الكبير لو وُزِّع على كل كائنات الأرض لكفاهم جميعاً ، هل لأن فخامته من أبناء أبين وأبطالها ؟ أم لأنه هو من نسف أحلامهم في حرب الإنفصال التي آلت بهزيمتهم ؟ مع العلم بأن فخامته يعلم ما تكنه صدورهم تجاهه ومع ذلك لازال يمد لهم يد السلم والسلام والمحبه وهم يتمنون هلاكه ، فحيناً يشيعون بأنه قد مات وحيناً يشيعون بأنه يحتضر ، فلم يتركوا سوء إلا وأطلقوه عليه ، قاتلهم الله فأنى يؤفكون .

   في الختام أسأل الله تعالى أن يحفظ ولي أمرنا وقائدنا وقائد مسيرتنا وصانع حلمنا من كل سوء ومن كل شر ، وأسأله تعالى أن يلبسه ثوب الصحة والعافية ، اللهم يا يا رحمان يا رحيم أنت أملنا وأنت رجاؤنا نسألك أن تنصر قائد مسيرتنا على أعدائه وأعدائنا وأعداء وطننا الجريح ، اللهم من أراد به سوءاً فإجعل كيده في نحره وإجعل تدميره تدميراً عليه ، اللهم وأرزقه البطانة الصالحة التي تعينه وتعين شعب اليمن ، اللهم قَرِّب إليه الأخيار وأبعد من حوله الأشرار الذين أكلوا الأخضر واليابس وأعانوا الأعداء عليه بفسادهم .. اللهم يا معين أعِنهُ ولا تعين عليه .. اللهم وأهلك المتربصين به وخذ بيده حتى يصل بنا وباليمن إلى بر الأمان .. اللهم آمين .

علي هيثم الميسري