في الجزء الأول إستعرضنا الرحلات المكوكية التي قام بها وزير حقوق الإنسان والتي لم تثمر عن أي نجاح لصالح الحكومة الشرعية والتحالف العربي بل كان الإخفاق حليفه والسبب هو عدم إمتلاكه الخبرة في هذا الملف الحقوقي الإنساني ولو أدناها ، أما في الجانب الآخر وأقصد جانب مليشيا الحوثي فقد عملن نساء الحوثة مالم يعمله رجال الحكومة في المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية ، فالفخوذ العارية لرضية المتوكل وغيرها من نساء الحوثي لم تكُن هي سبب تغلبهن على رجالنا بل كان العمل الجماعي والشعور بالمسؤولية تجاه قضيتهم الباطلة كانا سبب تغلب أصحاب الباطل على اصحاب الحق .

    ردة فعل الوزير بعد نشر المقال كانت غير مسؤولة فهدد بأنه سيسحبني عن طريق الإستخبارات ولا ندري أي إستخبارات يقصدها ، وتصريحه هذا يثبت أن المنصب كبير عليه ولم يتعامل بحجم منصبه الحقوقي هذا ، بل تعامل بنهج عصاباتي بحت مع أنه محسوب عليَّ أنه من أحد أصدقائي وقد زارني في بيتي عدة مرات ، ولكنه للأسف الشديد لم يراعي علاقة الصداقة ولم يراعي موقعه كوزير لحقوق الإنسان فإستغل منصبه ليهدد مواطن إنتقد عمله وهدد بسحبه عن طريق الإستخبارات ، وأتمنى أن يصل تهديد الوزير لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء حتى يعلموا بسلوك هذا الوزير ، ويا حبذا أيضاً لو يسألوه عن عدم تحريك ملف الإنتهاكات اللا إنسانية في الجنوب وعلى الأخص في عدن من خلال الإخفاءات القسرية والمعتقلات المكتظة بأبناء الجنوب عامة وبأبطال المقاومة بشكل خاص .

   عندما كان عزالدين الأصبحي وزيراً لحقوق الإنسان إنتقدناه لرتابة عمله وطريقة إدارته لهذه الوزارة وإخفاقاته المستمرة بسبب خططه وبرامجه الفاشلة ، وحينما سمعنا برحيله إستبشرنا خيراً ولكن للأسف الشديد إتضح لنا أنه رحل ضريط فجاء أضرط منه ، فكل وزير يأتي لوزارته بإعتبارها مغنم ووسيلة رزق يترزق منها ليس هو فحسب بل له ولأقربائه أو بني جلدته ، ولم يستفِد أي وزير من أخطاء سلفه بل يحذو حذوه حتى تحول المثل في بلدنا المنكوب إلى : شر خلف لشر سلف .

   لو كانت الحكومة الشرعية تعمل مفاضلة بين أصحاب المؤهلات العلمية لمنصبٍ ما وتتحرى الدقة في السيرة الذاتية لهؤلاء لما وصل الحال بنا إلى هذا المستوى المزري والمؤلم ، وللأسف الشديد المعايير التي تؤهل أي مسؤول أصبحت القرابة والواسطة والمحسوبية ، وخير مثال على ذلك وزير حقوق الإنسان الذي كان يسكن وحيداً في غرفة وكان يتمنى أن يتحصل على أي وظيفة كيفما كان حجمها ، وفي ليلة من الليالي أمسى موظفاً في رئاسة الوزراء ، وفي ليلة أخرى سمعنا أنه تعين نائباً لوزير حقوق الإنسان ، ومكث في هذا المنصب حتى بعد إعفاء وزير الإعلام السابق ، وسمعنا بعد ذلك بأن هناك وزير آخر بمؤهل علمي رفيع سيستلم هذه الحقيبة ، ولكن للأسف الشديد أذهلتنا المفاجأة بأن نائب الوزير تقلد منصب الوزير وصاحب المؤهل العلمي الرفيع تعين نائباً له .

   برغم إختلاف الموازين في بلدنا إلا أنه لايزال يحدونا الأمل بأننا سنصل للهدف الذي قامت لأجله ثورة الشباب ، ولازلنا نترقب الرموز الوطنية والكفاءت وهم في مواقعهم الطبيعية بدلاً من السفهاء الذين تبوأوا مواقع ريادية أكبر من مستواهم العلمي ، ولازلنا نترقب زوال فساد النظام السابق بكل مساوئه ليصبح في المستقبل القريب من الماضي ، ولازلنا ندعو الله عز وجل أن يسخر لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رجال وطنيين يقفون معه في خندق واحد للنهوض باليمن من الوضع المأساوي وتمكين الشعب بمستقبل واعد ، ونحن على ثقة بأن الله عز وجل بإستجابته لدعواتنا كما إستجاب لدعواتنا من قبل وجاء لنا برجل عظيم كفخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي أحب شعبه فأحبه شعبه .

علي هيثم الميسري