غداً هو الذكرى الأولى لمقتل الهالك علي عفاش على يد قوى يعتقد الكثيرون بأنها مليشيا الحوثي ، والحقيقة هي خلاف ذلك فالقاتل الحقيقي هو جهة ما أرادت أن يكون خصمها واحد وهي مليشيا الحوثي ، لذلك قتلته وسلمته لتلك المليشيا التي بلعت الطعم وإستلمت جثته ومثلت بها لتظهر للعالم بأنها هي من قتلته .

  يعتقد الكثيرون بأن الهالك علي عفاش دعا إلى إنتفاضة وجهها لشعب اليمن وبالأخص مواطني صنعاء وطوقها القبلي أو كان يُخيَّل ذلك إلى البعض ، ولكن الحقيقة تقول بأنها لم تكُن دعوة للإنتفاضة بل كان نداء إستغاثة من قِبَل ديكتاتور إستجدى وإسنتجد بشعب ظلمه لأربعة عقود وجعله من أتعس شعوب العالم .

   قبل سنة إنكشفت كل الأسرار وتجلت كل الحقائق .. إنكشفت حقيقة قبائل طوق صنعاء تلك القبائل التي كانوا يتغنون بها وأصبحت خرافة بين عشية وضحاها ، وتجلت حقيقة تلك الجماهير التي كانت تحلف بعلي عبدالله صالح وكادت أن تحوله لنبي الله في زمنه بأن تلك الحشود التي كانت تخرج له لم تكُن حباً وتأييداً بل كان لأجل الريالات المعدودة التي تستلمها مع نهاية كل حشد .

   مع هلاك علي عفاش كانت نهاية أسطورته التي صدعت برؤوسنا جماهيره ، ومع مقتله عرفنا أنه كان مجرد صنم يعبده عُبَّاد جهلة ، تِلكُمُ العَبَدة الذين كانوا يصنعون صنماً من حجر أو خشب أو فخار فيعتكفون له لعبادته في أوقات محددة ، والفرق بين عُبَّاد الجاهلية وعَبَدة الهالك علي عفاش هو أن عُبَّاد الجاهلية كانوا يصنعون الصنم ويضعونه في مكانٍ ما ويتعبدونه في أوقات هم يختارونها ، أما عُباد الهالك فكان هو من يختار أماكن العبادة وعلى وجه التحديد ميدان السبعين أما الزمن فكان وقت الحاجة طبعاً حاجته هو وليست حاجة عُبَّاده .

   بمجرد أن تم تحطيم صنم اليمن إعتقدنا بأنه ولى وإندثر زمن عبادة الأصنام ، ولكن في حقيقة الأمر تفاجأنا بأن عبادة الأصنام ستستمر لوقت غير معلوم ولا ندري أهي عدوى أم أنها وراثة تتوارثها الأجيال ، فلقد ظهر لنا مؤخراً بأن هناك عَبَدَة أصنام من نوع آخر يتعبدون بصنم إن رأيته ستظنه للوهلة الأولى بأنه دمية مصنوعة من مادة رخوة ، هذه الدمية أو لنقُل هذا الصنم إسمه أحمد علي عفاش ورث من أبوه أموال طائلة وأملاك لا تعد ولا تحصى تقدر قيمتها بمليارات الدولارات ، وليس بغريب أن تتحول هذه الدمية الرخوة إلى صنم معبود طالما وأن الكثير من المؤتمريين يشبهون قبائل طوق صنعاء وجماهيرها ، سواءً كان أولئك المؤتمريين الموالين للدمية الرخوة أو من هم تحت عباءة الشرعية .. ولا تسألوني ماذا أقصد فالحليم بالإشارة يفهم .

علي هيثم الميسري