بعد حصولها المركز الأول في المجاعة على مستوى العالم ، وبعد حصولها على أحد المراكز الثلاثة الأولى كأفقر دول العالم ، هاهي اليوم تدخل اليمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر حكومات العالم ، وإليكم الحكاية يا سادة يا كرام سأسردها لكم من طقطق للسلام عليكم .

   لا يختلف إثنان على أن النظام السابق كان فاسداً ، لذلك كان حريصاً على أن لا تحتل اليمن أي مركز عالمي في أي مجال ، ولم يكُن حريصاً أيضاً على تحقيق أي منجز عالمي يرفع إسم اليمن عالياً ، فثارت عليه الجماهير اليمنية وخرج الشعب رجالاً ونساءاً أطفالاً وكهولاً وصرخوا بصوت واحد اسمع العالم كله وبعبارة واحدة زلزلوا الأرض من تحت أرجل النظام وقالوا : الشعب يريد إسقاط النظام ، وبالفعل كان لهم ما أرادوا وسقط رأس النظام وبقي الجسد .

   كانت سفارتنا بالرياض في زمن النظام السابق خاويةً على عروشها ولم يكُن بها إلا ملحق ثقافي واحد يهتم بشؤون الطلبة اليمنيين ، وملحق عسكري + مساعد ملحق بالإضافة إلى سكرتير السفير كان بحوزته ملف الشؤون الصحية ، وبما أن كل مسؤولي حكومتنا الحزبيين بعد الإنقلاب وجدوا أنفسهم في الرياض سعوا لأن يحققوا إنجاز يتكلم عنه العالم أجمع ، فعملوا على عملقة وتضخيم الحكومة وبما أن الغاية تبرر الوسيلة كان كل مسؤول ووزير يعمل بصفة فردية فكانت النتيجة إيجابية وحققوا الهدف الذي سعوا إليه وهو بروز إسم اليمن كأكبر حكومة في العالم أجمع .

   وإليكم الدليل : عندما نزور سفارتنا اليمنية في الرياض نجدها وقد إكتضت بمسؤولين تابعين لأغلبية الوزارات فعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك ملحق أمن قومي + مساعد ملحق ، ملحق أمن سياسي + مساعد ملحق ، ملحق شرطوي لأمن السفارة ينقصه مساعد ، ملحق عسكري + مساعد ملحق ، ملحق تجاري + مساعد ملحق ، ملحق ثقافي + مساعد ملحق + سكرتير ملحق ، ملحق إعلامي + مساعد ملحق ، ملحق صحي + مساعد ملحق + مدير مكتب الوزير وبعض الموظفين ، ملحق لشؤون المغتربين + مساعد ملحق ، مستشارة سياسية بدون سكرتير أو سكرتيرة ، بالإضافة إلى موظفين محليين مستجدين لأبناء دبلوماسيين في السفارة ، وهناك أيضاً موظفين آخرين أُستُحدِثَت لهم وظائف في السفارة اليمنية والغرض منها عملقة وتضخيم الحكومة اليمنية .

   طبعاً كل ما ذُكِر أعلاه كان في السفارة اليمنية في الرياض ، وهناك حالات كثيرة مشابهة لها في سفاراتنا في دول العالم ، وكل هؤلاء المسؤولين يستلمون بالدولار والذي ساعد على إنهيار الإقتصاد والريال اليمني ، وهذا الإجراء حقق إنجاز آخر بحصول اليمن المركز الأول في إنهيار إقتصادها في وقت قياسي ، ولأجل أن تحافظ اليمن على مركزها المنفردة به فعلى المسؤولين أن لا يتوقفوا ولا يستكينوا بإستحداث الوظائف بل عليهم أن يبحثوا عن وظائف أخرى لتبتعد اليمن في الصدارة .

   لتبتعد اليمن بالصدارة أقترح الآتي : إستحداث وظائف في سفاراتنا على مستوى العالم ومثال على ذلك تعيين ملحق أو مستشار لشؤون المطابخ والمطاعم والبوفيهات ومثله للخضار والفاكهة والأسماك واللحوم ويا حبذا أن يكون هناك أيضاً ملحق أو مستشار لموالعة القات ، وملحق ومساعد ملحق إجتماعي لشؤون الأسرة والطفل ، وملحقة في شؤون المرأة ، وملحق ومساعد ملحق رياضي وسياحي ، وملحق ومساعد ملحق لشؤون القضاء والعدل ، وملحق ومساعد ملحق لشؤون الأشغال العامة والنقل ، بإختصار شديد لابد أن يكون هناك ملحق ومساعد ملحق لكل الوزارات اليمنية في جميع سفارات اليمن .

   حتى لا أنسى أمر مهم فقد وجدت أن أغلبية المسؤولين والوزراء لديهم صفة امر الله عز وجل بنو البشر بها وهي صلة الرحم ، فهؤلاء الأغلبية لا يستحدثون الوظائف إلا لأرحامهم كالإبن والأخت والزوجة وما إلى ذلك من صلات الرحم وهم بذلك يكونوا قد حققوا الآية الكريمة التي تقول : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) ، والبعض منهم ذهب أبعد من ذلك فنراهم يستحدثون الوظائف للصاحبة أو للنساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات ، وهؤلاء هم الذين سينالون الفضل الأكبر عند الله عز وجل وسيجدون ميزانهم وقد إمتلأ حسنات بقدر الجبال وسيحملون كتابهم بيمينهم .

   إخوتي الوزراء والمسؤولين في حكومتنا الموقرة شدوا الهمة وشمروا عن سواعدكم فإسم اليمن لن يرتفع عالياً إلا بكم وبإصراركم على تحقيق أعلى المراتب لحبيبتنا اليمن بالتأكيد سيُحسب لكم ، ولا تنسوا أن فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي قد إئتمنكم ولابد أن تكونوا عند حسن ظنه ، وعليكم أن تحافظوا على الأمانة ولا تنسوا قول الله عز وجل : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) ، فهل تريدون أن تقابلوا الله عز وجل ظالمون جاهلون خائنون للأمانة ؟ ، لا أظن ذلك فأنتم خيرة ما أنجبتها اليمن !!!  .

علي هيثم الميسري