لماذا الصوت العالي في عدن لا نسمعه إلا من العصابات والمليشيات المسلحة ؟ لماذا لا نسمع أصوات رجالات الحكومة التي من المفترض أن يكون صوتها الأعلى والأقوى ؟ لماذا إستسلمت الحكومة ونَخَّت لصخب هذه العصابات والمليشيات المسلحة ؟ أتخشى حكومتنا الموقرة من غضب الدويلة المارقة ان إعتلى صوتها على أصوات أدواتها في عدن ؟

   من حقي كمواطن أن أسأل عن هذه الأسئلة وأنتظر الإجابة عنها بل وأصر على الإجابة ، وكذلك من حق كل مواطن أن يتساءل عن سبب تخاذل الحكومة في حمايته ، فكل يوم يمر إلا ونسمع عن قتل مواطن وإختطاف وقتل طفل ، حتى النساء لم يسلموا من الإنتهاكات فنسمع عن إغتصاب أو قتل شابة وحتى الأطفال لم يسلمون من الإغتصاب .

   نحن نعلم بأن المخدرات بأنواعها هي سبب رئيس لهذه الإنتهاكات ، ونعلم أيضاً بأن هناك عمل ممنهج للوصول بنا وببلدنا إلى هذا الحال المزري الذي لا يقره أي دين سماوي ولا قانون وضعي ، ونعلم أيضاً بأن هذه المواد المخدرة والخطيرة على شبابنا يتم تهريبها وإدخالها إلى بلدنا عبر تلك الدويلة المارقة لإفساد شباب الجنوب ولتعم الفوضى والإنحلال والقتل والإختطافات والإغتصاب .

   قبل فترة وجيزة سمعنا عن كشف الأمن العراقي والليبي عن أطنان من المواد المخدرة كان مسؤول عليها وتهريبها هي تلك الدويلة المارقة ، إذاً كم من الأطنان تم تهريبها لجنوبنا اليمني الحبيب لاسيما أن تلك الدويلة المارقة هي المسؤولة الأولى والأخيرة في السيطرة على المطارات الجنوبية ، ونحن على يقين بأن حكومتنا تعلم عن كل ما تقوم به الدويلة المارقة التي جاءت لتساعد الشعب اليمني فخذلته بل وأفسدت شبابه ولكنها آثرت الصمت ولا أدري عن السبب .

   إذا إستمر الصمت الحكومي المطبق لسنة قادمة فمعناها بأننا سنشاهد كل الشارع الجنوبي مدمن مخدرات إلا من رحم الله ، بل وقد نرى المخدرات تباع في البقالات والمحال التجارية ، وبالتأكيد سنرى المواد المخدرة في متناول الأطفال وهذا ما يسعى إليه أولئك الفجرة .

   إن لم يستطِع الأمن اليمني التابع للشرعية أن يقوم بواجبه في وضح النهار لخوفه على رجالاته من بطش أدوات وأذناب هذه الدويلة المارقة وقتلهم فعليه أن يسلك نفس سلوك هذه العصابات ويقوم أولاً بتفعيل الدور الإستخباراتي ثم يؤسس فرق إغتيالات لكل من تورط في عمليات الإغتيالات في الجنوب وعلى الأخص في عدن ولكل من تورط في ترويج المخدرات لشبابنا وأطفالنا .

   قد يقول البعض بأنني غير منطقي في طرحي ولكن هل المنطق أن نرى أمننا عاجز عن حماية الناس رجال ونساء وأطفال وكوادر أمنية وعسكرية ؟ هل المنطق أن نشاهد الشعب الجنوبي يتناقص واحداً تلو الآخر ومن تبقى مدمني مخدرات ، وهل المنطق أن نرى الإنحطاط والإنحلال قد تفشى في صفوف مجتمعنا ؟ .

   أتمنى أن لا يكون الحل كما ذكرت ويصل الحال بأمننا الإستمرارية بعدم فاعليته وشلليته على الدوام ، أو أن يقوم الأمن بعمله متخفياً كأفراد العصابات ، ولأجل أن لا يستمر الحال كما هو عليه ولأجل أن لا يكون الحل كما ذكرت فينبغي على فخامة الرئيس عبدربه منصور ويعلنها مدوية بكلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ويعفي دويلة الإمارات المارقة من المشاركة في التحالف العربي ويطالبها بالإنسحاب من كل شبر من الأرض اليمنية وإلا فالحل الذي ذكرته سيكون هو الأنجع .

علي هيثم الميسري