نحن أمة لا نجيد سوى التنابز بالألقاب

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٣٠ يوليو ٢٠١٨ الساعة ٠٢:٣٨ صباحاً
مشاركة |

 

   في ثمانينيات القرن الماضي إستعلى وإستكبر مسؤول عسكري في حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ثم إغتر وأراد أن يكون رئيساً للجمهورية مع أنه في شبابه كان قهوجي مغترب في الكويت وكان لا يجيد القراءة والكتابة ( أمي ) ، فهدد وتوعد بقتل الرئيس علي ناصر محمد آنذاك إن لم يتنازل عن منصبي الرئاسة والأمانة العامة للحزب الإشتراكي اليمني ، وبدلاً من فتح حوار سياسي لتضييق مسائل الخلاف إستدعى الرفاق لغة التصعيد ثم بدأوا بحوار الأسلحة فأسمعوا حبيبتنا عدن قعقعة البنادق ودوي المدافع حتى أصابوها بمقتل .

   إنتهت الحرب بمقتل القهوجي الراعي الرسمي للفتنة التي حصدت عشرات الآلاف ، وتفرق المتنازعين بإنسحاب الفئة المنسحبة التي وجدت مدينة صنعاء ملاذاً آمناً وبقاء الفئة الباغية التي إستحوذت على الحكم وكل مفاصل الدولة ، وحينها بدأت لغة التنابز بالألقاب عندما أطلقت الفئة الباغية وأنصارها لقب الزمرة على الفئة المنسحبة ، وأطلقت الفئة المنسحبة لقب الطغمة على الفئة الباغية .

   لم تستطِع الطغمة الحفاظ على الدولة الجنوبية بعد مرور ثلاث سنوات بعد أن حافظت عليها فئة الزمرة لثمانية عشر عاماً ، فإختلفوا في إدارتها وكان على وشك قيام إنقلاب آخر على الحاكم ، ونكاية بالإنقلابيين وهروباً من الإنقلابيين سلم الحاكم مفاصل الدولة الجنوبية لعصابة صنعاء تحت عنوان عريض وسامي وهو تحقيق الوحدة اليمنية .

   في السنة الثانية من الوحدة بدأت ملامح دولة الجنوب تختفي وتنصهر لصالح عصابة صنعاء ، وقبل أن نشاهد ملامح الحرب بين عصابة صنعاء والطغمة الإنقلابية في عدن سمعنا لقب الدحابشة أطلقه الجنوبيين على كل إخوتهم الشماليين ، وكان سبب هذا اللقب هو سلوكيات مواطني المحافظات الشمالية الذي لم يعتاده الجنوبيين من رشوة وعبث في النظام وغيره من السلوكيات التي كانت غريبة على الجنوبيين ، وكما قال المثل : شر البلية ما يضحك رأينا الجنوبيين قد إنتزعوا لقب الدحابشة من إخوتهم الشماليين بإمتياز بل وتجاوزوهم بمراحل والدليل ما تشاهدونه في الجنوب وعلى الأخص في العاصمة عدن .

   حتى أختصر الكلام سنتجاوز كل المراحل منذُ حرب العام 1994م حتى اللحظة التي إستعاد فيها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الجنوب وسلمه للدحابشة الجنوبيين ، هنا بدأنا نسمع لقب الدنابيع والفوانيس ثم المناتيع وهلم جرا ، فالفوانيس أُطلِق عليهم هذا اللقب نسبة للمحافظ المخلوع عيدروس الزبيدي والسبب فشله بإدارته للمحافظة عدن لاسيما ملف الكهرباء ، فقام دحابشة الدحباشي عيدروس الزبيدي بخروج مظاهرات نصرةً لزعيمهم وتغطيتهم على فشلة فكانت عبارتهم المشهورة هي : مع عيدروس ولو بفانوس ، فأطلق عليهم الجنوبيين لقب الفوانيس ، مع أن أولئك الفوانيس ليسوا من أبناء عدن ولم يكتووا بحرها الشديد الذي خلفته الإنقطاعات الكهربائية .

   أُطلِقَ لقب الدنابيع نسبة لأنصار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الدنبوع ، وأطلقه الدحابشة الفوانيس على كل أنصار فخامته الذين يسعون مع فخامته لتحقيق مشروع اليمن الإتحادي وهو حلم السواد الأعظم من الشعب اليمني ، والفوانيس لا يمثلون نسبة 5 ٪ من الدنابيع ومع ذلك يسعون لإنفصال الجنوب عن اليمن وكأنهم هم فقط الجنوبيين وكأن الجنوب ورثة ورثوها من آبائهم الطغمة ، أما لقب المناتيع فهذا أسالوا عنه محافظ محافظة حضرموت المخلوع أحمد بن بريك وهو سيخبركم .

   نعلم جميعاً بأن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي سلم الجنوب للجنوبيين وتناسى الماضي ومآسيه مع أنه كان محسوب على الزمرة ، فلم يستحضر الماضي بل رمى كل خلافات الماضي خلف ظهره ولم يعقب ، ووثق وإستأمن كل المسؤولين الجنوبيين الذين منحهم المناصب في كل مفاصل الجنوب ، ولكن يا أسفاه خانوه وخانوا الأمانة وخانوا الشعب ففسدوا وأفسدوا ونهبوا وسرقوا وخانوا الوطن بتآمرهم مع قوى معادية ليصلوا لأهدافهم بفصل الجنوب ليستولوا على الحكم ، وحينما أقصاهم فخامته من مناصبهم شكلوا مليشيات مسلحة بدعم القوى المعادية وحاولوا الإنقلاب عليه ، وصدق المثل القائل ( إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا .

     نحن أمة لا نجيد إلا التنابز بالألقاب بل وتفوقنا على كل الأمم في هذا المضمار حتى باتت ثقافتنا الرائدة ولا ينافسنا بها أحد ، نحن أمة الخيانة تجري في عروقنا مجرى الدم لذلك بعث لنا الله عز وجل رجلاً طاغية ليحكمنا فمزقنا كل ممزق وشردنا في أصقاع الأرض وأهان كرامتنا وسلب حرياتنا منذ قيامُ الوحدة حتى هلاكه ، ولم نرتدع ولم نتعظ من الماضي لذلك حينما سنحت لنا الفرصة وعادت دولتنا وعادت معها كرامتنا أعدنا الكَرَّة ومارسنا عاداتنا وتقاليدنا في الغدر والخيانة وطعنَّا من إئتمنا ووثق بنا في ظهره وحاولنا تقديمه لقمة سائغه لأعدائه وأعدائنا وأعداء الوطن .

   وختاماً تحياتي لكل الشرفاء والوطنيين والأحرار من أبناء الجنوب خاصة والشعب اليمني عامة الذين وقفوا مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وساندوه ودعموه وأيدوه وناصروه ، ولكل مسؤول أمين حافظ على الأمانة الموكلة إليه ، وتحية لكل مواطن جنوبي حر رفع راية اليمن عالياً ونكس علم التشطير ورفض كل المغريات من دراهم وريالات مقابل بيع الجنوب ولو ذرة تراب واحدة ، أما الخونة بائعي الوطن فلا عزاء لهم إلا ببقاء جنوبنا يمنياً وفشل الإنفصال وإعلان اليمن الإتحادي .

علي هيثم الميسري

رئيس مجلس القيادة ينهي مراجعة طبية روتينية في المانيا


توقيع اتفاقية تجديد الاعتماد المؤسسي واعتماد برنامجين لجامعة...


الداخلية الكويتية تٌعلن اعتماد التأشيرة السياحية الخليجية...


وصفه جباره تطرد البلغم من صدرك ورئتيك بسرعة مهما كان حجمه


بنت سعودية تكشف السبب الخفي الذي يجعل الرجال يفضلون المطلقات على...


حاخام إسرائيلي مشهور يوجه اتهاماً خطيرا لمصر قد يدفعها لإعلان...


السعودية تعلن بمنح الجنسية بشكل فوري لكل مقيم امضى هذا العدد من...


نعمة من الله لايهتم بها الكثير .. هذا النوع من المكسرات يضبط السكر...


سعودية مطلقة ذهبت لـساحر لمساعدتها بالزواج .. فكانت الصدمة بعد...


احمي جسمك ولا تتركيها ابدا .. 5 أطعمة هامة تقيك من سرطان الثدي


لن تحتاج للرجيم بعد الآن .. تناول فقط هذه العشبة الموجودة في كل...


الفرحة تعم المغتربين في السعودية .. الملك سلمان يعلن تحويل...


نهاية ادوية السرطان .. هذه العشبة الرخيصة تنمو في موسم الشتاء تقضي...


رجل اعمال مصري استطاع أن يخطف قلب الفنانة هيفاء وهبي مجددا .. لن...


السر وراء نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن شرب الماء بعد العلاقة...

مساحة اعلانية