طهارة قلبه ونقاء سريرته لا تعنيان ضعف في نفسه أو جبن سلك طريقاً لقلبه ، بل أنه جمع بين الطيبة والشدة والهدوء والحزم ، يمتلك كاريزما متميزة وإستثنائية لا يتصف بها غيره من الزعماء العرب ، لا يغرنكم هدوءه وسكونه الطويلان اللذان قد يضعا في الحسبان أنه يعيش سباته العميق ، فهل سمعتم المثل القائل : الهدوء الذي يسبق العاصفة ؟ ، هذا المثل يتصف به البحر ثم يأتي بعده داهية الدهاة وفارس الفرسان فخامة المارشال هادي .

   فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي صمت طويلاً ثم أطلق عاصفة وصلت لكل أصقاع الأرض ، نطق بها لسانه وسمعها الكبير والصغير والقوي والضعيف ، وعاصفته كانت رسالة فهمها من فهمها وجهلها من جهلها وهي : إذا أراد أن ينسحبوا الخليجيين فلينسحبوا .. اليمنيون سيقاتلون ..ولن يقبل اليمنيين التجربة الإيرانية .

   قال فخامته الرسالة وهو يدرك تمام الإدراك بأنه سينتصر بشعبه وبجيشه الوطني ، ولا يعني ذلك بأن دول الخليج لن يكون لها أو لم يكُن لها دور ، على العكس تماماً فلولا إغاثتها للشعب اليمني لكان الأمر إختلف تماماً ولكانت اليمن قد تحولت لدولة شيعية فارسية عن بكرة أبيها ، وقد تكون رسالته لمن يسعى عن دور مستقبلي في اليمن مقابل ما قدمه بها ، وقد تكون رسالته للمبعوث الأممي لليمن الذي باتت تحركاته مريبة والتي توحي بمساواته ما بين الشرعية اليمنية ومليشيا الحوثي الإنقلابية .

   من أراد أن يفهم رسالة الفارس الهمام وداهية الدهاة فهو خيراً له وأسلم ، ومن تغابى رسالته فعلينا أن نفهمه بأن فخامته لن يعود لما قبل العام 2011م ولن يقبل أن يعود اليمن لما قبل العالم 1990م فيلتصق به العار ويكون الرئيس الذي مزق اليمن بعد أن حافظ على وحدته في حرب العام 1994م ، ولن يتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرض الوطن لكل من يسعى لمقابل .

   وختاماً فليعلم المبعوث الأممي ومن خلفه من قوى الطاغوت أن مليشيا الحوثي لن تكون لها موطئ قدم في اليمن بعد كل تلك الدماء التي سفكتها وكل تلك الأرواح التي أزهقتها إلا إذا رفع الراية البيضاء وإلتزم بالإنصياع لكل المرجعيات وأولها تسليم السلاح وسلطات الدولة اليمنية والإعتراف بشرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، وغير ذلك لن يكون هناك سلام في المنطقة حتى يرث الله الأرض ومن عليها .

علي هيثم الميسري