الرحلات المكوكية التي قام بها وزير حقوق الإنسان لا تسمن ولا تغني من جوع ، ولن تأتي بأي نتائج إيجابية على الحكومة اليمنية طالما وأن هذا الوزير لا يفقه شيء في مجال حقوق الإنسان لاسيما في ظل أزمة إنسانية معقدة وشائكة كهذه الأزمة التي تعيشها اليمن ، مع العلم أن هناك الكثير من الرجالات لديهم القدرة والكفاءة في إستلام هذه الحقيبة المهمة وبإمكانات زهيدة مقارنة بهذه الإمكانات التي تحصل عليها أخونا الوزير الحالي .

   وزير حقوق الإنسان المبجل وصلت لمسامعه أخبار بإقالته من هذه الوزارة فقام على الفور وحزم حقائبه قاصداٌ جنيف في 23 يونيو وأقام ندوة على هامش أعمال الدورة ال 38 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف لإستعراض الوضع الإنساني بمحافظة الحديدة تحت عنوان ( كيف نحمي الحديدة ) .

   وفي يوم 25 يونيو شارك وزير حقوق الإنسان في حفل إطلاق المشروع السعودي لنزع الألغام في بلادنا (مسام) الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة السعودية الرياض .

   يوم 26 يونيو طار وزير حقوق الإنسان الطائر إلى العاصمة الفرنسية باريس لإقامة ندوة بعنوان (الحديدة إلى أين؟) ، وفي 27 يونيو شارك وزير حقوق الإنسان في المؤتمر الإنساني الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس على مستوى كبار المسؤولين ، وحسب مصادر دبلوماسية أن هذا المؤتمر كان التمثيل فيه على مستوى الخبراء ، ورغم علم الوزير المسبق بذلك وتنبيه السفارة اليمنية في باريس له بمستوى التمثيل وإعتذار الجانب الفرنسي إنه لن يعامل الوزير كوزير لإن الإجتماع مخصص للخبراء فقط إلا أنه أصر على الحضور ، ولا ندري عن سبب إصراره فهل كان هناك مخصص مالي لهذا الحضور ليستحوذ عليه الوزير ؟ .

   والجدير بالذكر أن مؤتمر باريس كان من المنتظر أن ينعقد بتمثيل كبير على مستوى رئيس الوزراء وتم تخفيض التمثيل فيه ليصبح على مستوى الخبراء بل وشهد مقاطعة كبيرة من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية والمجتمع المدني وهو ما يعكس الفشل الكبير في أداء وزارة حقوق الإنسان وهو الفشل الذي ستدفع الحكومة اليمنية ثمنه مستقبلاً وبنتائج كارثية .

   وفي يوم 28 يونيو طار الوزير الطائر إلى جنيف ليشارك في الندوة التي نظمتها وزارة حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان في جنيف بعنوان "حالة حقوق الإنسان في اليمن والإنتهاكات المستمرة من قبل مليشيا الحوثي الإنقلابية" .
 
    كما قلنا أعلاه أن هذه التحركات والرحلات المكوكية جاءت بعد أن وصل لمسامع الوزير أنه ضمن قائمة الوزراء الذين سيتم عزلهم قريباً لرتابة أداءه  في محاولة منه ليقول أنه يغرد وحيداً في الوزارة ، على الرغم من أنه يتواجد في الوزارة نائب وزير أكاديمي لديه شهادة دكتوراه وقد مارس هذا العمل وله علاقات دولية واسعة في المنظمات الحقوقية والإنسانية ، بالإضافة إلى 4 وكلاء متخصصين في مجال حقوق الإنسان ، ناهيك عن التسعة المدراء العموم الذين عينهم من قريته بالواسطة والمحسوبية وهم لا يمتلكون أدنى خبرة في مجال حقوق الإنسان ومن ظمنهم المدعو عصام الشاعري وهذا هو الوحيد الذي يكلفه الوزير بمهمات تفوق طاقاته وإمكاناته في هذا المجال .

   في الجزء الثاني سنستعرض لكم كيف وصل وزير حقوق الإنسان إلى هذه المرتبة ؟ ومن كان سبب تعيينه ؟ وكيف كانت بداياته والتي تندرج من ضمن أنواع الفساد في حكومتنا والواسطة والمحسوبية ؟ وكيف يتحول الرجال المشردين إلى شخصيات ريادية في الدولة وهم لا يمتلكون أدنى المعايير التي تمكنهم في هذه المناصب الريادية ؟ وكيف يتحول الرجل الأكاديمي الذي سخر من حياته سنين طوال ليدرس ويستلم الشهادات العليا على أمل أن تؤهله هذه الشهادات العليا لمنصب ريادي أو قيادي أو أي مرتبة أخرى في الدولة ولكن للأسف الشديد يتبخر هذا الحلم فيجد نفسه في البيت بين أفراد أسرته يساعد زوجته في الطبخ والغسيل وتربية الأطفال والسبب أنه تنقصه الواسطة والمحسوبية .. وبهذا الصدد نحن تنقصنا في اليمن شريعة الرئيس الكوري الشمالي كم جونغ أون حينما سن قانون الإعدام لكل مسؤول حكومي فاسد وعائلته .

علي هيثم الميسري