قبل أن أتكلم عن المجرم الحوثي المنشق عبدالسلام جابر المدافع عن جرائم مليشيا الإنقلاب والذي كان هو أحد أفرادها أود أن أوضح الآتي : بعد سماعي عن إنشقاق المجرم الحوثي ووصوله إلى الرياض والإهتمام المبالغ فيه من قِبَل الكثيرين عن أن هذا الإنشقاق هو إنتصار كبير للشرعية ، وثم الإعلان عن مؤتمر صحفي لمجرم حوثي وما جرى من إهانة له في المؤتمر تساءلت بعد كل هذه الأحداث عن من الآمر والمنسق لهذا المؤتمر الصحفي فكان الرد هما وزيري الإعلام والخارجية وبأوامر لم تكُن من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وكأن فخامته خيال مآته ليس له دور إلا قرارات التعيين ، ولم يشفي غليلي من كل هذه المنغصات إلا رؤيتي لحذاء أحد الحاضرين وقد إرتطمت على وجه الخسة والإجرام .

   نأتي الآن لعنوان الخسة والإجرام وزير الإعلام الحوثي المنشق عبدالسلام جابر وقبله وزير التربية وغيرهما ممن تابوا في الزمانين اللذين لا تُقبل بهما التوبة وهما : 1 عندما تبلغ الروح الحلقوم وقال فيها رب العزة والجلال فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الحُلقوم ، وفي موضع آخر قال كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَرَاقيَ وقيلَ من راق ، 2 هو طلوع الشمس من مغربها ، ورسولنا الكريم قال عنها لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) .

   في هذين الزمنين لا يقبل الله التوبة وما قبلهما فالباب مفتوحاً على مصراعيه ، وحكومتنا الموقرة كسرت هذه القاعدة وقبلت توبة القتلة والمجرمين بعد أن باتت نهايتهما وشيكة في الحديدة وصعدة وفي كثير من جبهات القتال ، وبعد أن بلغت أرواحهم الحلقوم وجدوا في الدنيا من يقبل توبتهم وتناسوا بأن التوبة لله قد مضى أوانها ، إعتقاداً منهم بأن تلك الإنشقاقات في صفوف مليشيا الحوثي هي إنتصارات للشرعية اليمنية ، لا يا سادة ياكرام هذه ليست إلا إنتصارات المنبطحين الواهمين ، والإنتصارات الحقيقية هي في أرض المعارك التي يسطر اروعها هم المقاتلين في الجيش الوطني بكل مسمياتة والمقاومة اليمنية ، فالإنشقاقات والمؤتمرات الصحفية أمام الكاميرات ماهي إلا إنتصارات زائفة ووهمية ، والدليل ذلك الحذاء المرتطم في وجه المجرم النجس عبدالسلام جابر .

   وزير الإعلام الحوثي المنشق عن جماعة الحوثي لو كان يعلم بأن الحكومة سترفضه ما كان لينشق ، فكان على يقين بأنه سيجد ترحاب كبير لإنشقاقه وإنضمامه لديهم كما فعل السابقون من قبله ، والسؤال الذي يعرف الكثيرون إجابته : هل إنشقاقه كان نابعاً من صحوة ضمير أم لشعوره بغرق سفينتهم ؟ ، وهذا الرجل يشهد له ماضيه بأنه متسلق فلا يبحث إلا عن مصالحه ، ومن طبعه النطنطة (القفز) من سفينة لأخرى فبدايته إشتراكياً ثم حراكياً ثم حوثياً وهاهو اليوم قفز قفزة عالية ليكون شرعياً فوجد حذاءً طاهراً يرتطم بوجهه النجس .

   المجاعة في بلدنا وصلت أوجها ومسؤولينا ناولوها ضهورهم مدبرين ومستقبلين أحد أفراد صانعي المجاعة بحجة أن لديه أسرار عظيمة تخص مليشيا الإنقلاب ومن خلالها سيحسمون المعركة معهم ، فبالله عليكم هل هذا منطق مسؤولي دول محترمين ؟ ، وكما قال الشاعر : إذا نطق الغراب وقال خيراً .. فأين الخير من وجه الغراب ، ومن جعل الغراب له دليلاً .. يمر به على جِيفَ الكلاب ، ومع هكذا عقليات في مسؤولينا في الحكومة ستطول الحرب لا محالة ومعها سترتفع نسبة المجاعة والفقر والمرض والتخلف والبطالة ، ويبدو أنه هكذا يراد لليمن بداية بمسؤولين أغبياء حتى يصلوا بنا لهذه المأساة ، فيا مسؤولي حكومتنا أتركوا الإهتمام بإنشقاقات الأعداء وإهتموا بإطعام البطون الخاوية وأشحذوا الهمم للقضاء على مليشيا الإنقلاب عسكرياً بأدواتنا نحن وليس بإنشقاقاتهم .

   وأخيراً رسالتي أوجهها لولي أمرنا فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي وأقول فيها : رقابنا دونك يا فخامة الرئيس وأضرب بنا ماشئت ومن شئت ووقتما شئت ولكن لا تسلم رقابنا لمسؤولين لا يأتمرون بأمرك ، فما حصل اليوم من فتنة بيننا مابين مؤيد ومعارض وإنشقاقنا على بعض بسبب منشقين إنشقوا عن مليشيا الإنقلاب الإجرامية بالتأكيد ستتكرر مرات ومرات مع كل إنشقاق طالما وأن مسؤولي الحكومة الموقرة يتسابقون لإستقطاب كل منشق لإقامة مؤتمر صحفي بأوامر لا تمت لسيادتك وللحكومة بصلة ، فإن مر تجاوزهم لك هذه المرة فمعنى ذلك ستتكرر تجاوزاتاتهم وستفقد السيطرة بهم ، فيا حبذا أن تضرب بيد من حديد لكل من تجاوزك وإئتمر بأوامر تلقاها من غير فخامتك .

علي هيثم الميسري