تحل اليوم الأربعاء ذكرى ميلاد محمود مرسى ، الذي برع في الكثير من الأدوار منها عتريس فى فيلم "شىء من الخوف" وأدوار أخرى عديدة أبرزت موهبته التى نتعرض لما وراءها فى السطور التالية.   محمود مرسى شخصية قوية اعتمد على نفسه مبكراً، وذلك بعدما انفصلت والدته عن أبيه الذى أدخله مدرسة داخلية لم يرى فيها والدته إلا يومين فى الأسبوع  قبل أن يأتى موعد الزيارة وتتخلف أمه عن الموعد مما أحزنه جداً الأمر الذى دفعه لاتخاذ قرار يتمثل فى عدم التعلق بأى شخص بشكل أكبر من اللازم. فور حصوله على ميراث والده سافر إلى فرنسا مستغلاً هذا الميراث فى التعلم هناك قبل أن يتعرض لموقف أثر فى حياته أيضاً يتمثل فى قرار بطرد كل المصريين كرد فعل على تأميم قناة السويس مما أضاف لشعوره بالوحدة شعوراً آخر بالعنصرية.   اتجه إلى لندن بعد ذلك وعمل فى الإذاعة هناك قبل العدوان الثلاثى ليتخذ قراراً بترك لندن والعودة للقاهرة لعدم قبوله العيش فى بلد تهاجم وطنه.   قابل يوسف شاهين الذى علم للوهلة الأولى منذ رؤيته أنه أمام موهبة فريدة حاول استغلالها فى فيلم باب الحديد فى دور البطولة، ولكن محمود مرسى رفض بسبب عدم الاتفاق على الأجر الذى بلغ 50 جنيهاً وقتها ليذهب الدور إلى فريد شوقى.   تزوج من سميحة أيوب التى حكت أنه فاجأها أثناء توصيله بجملة "أنا لا أتزوج" لتجيبه بقولها ومين جاب سيرة الزواج، لكن فى اليوم التالى اتصل بها ليبلغها بأنه معجب بها من عام ونصف فلم تخفى هى الأخرى إعجابها ليتزوجا.   دخل التمثيل فى سن كبيرة وتحديداً حينما بلغ الـ 39 من العمر عبر فيلم أنا الهارب مع المخرج نيازى مصطفى لتتوالى أدواره الهامة خلال فترة الستينات التى تعد الفترة الذهبية له حيث شارك فيها بدور عتريس الذى لا يزل راسخاً فى الأذهان. رغم أدوار الشر التى التصقت به إلا أنه نجح فى إزالة تلك الصورة عنه من خلال بطولته لمسلسل أبو العلا البشرى الرجل الذى يرمز للقيم والمبادىء.   عام 1995 اتخذ قرار غريب برفضه  الترشيح للفوز بجائزة الدولة التقديرية حينما أكد على أن الممثل ليس مبدعًا بحجة أن تلك الصفة تنطوي على المؤلف والمخرج، لأن الممثل لا قيمة له دون مؤلف ومخرج مبدع.   بعد خمس سنوات من رفضه الترشيح للجائزة وافق عام 2000 على استلامها أخيراً بعدما ترشح بناءاً على «العطاء الفني طوال تاريخه» وليس على دور بعينه.   رغم قلة أعماله إلا أن 6 من الأفلام الذى قام ببطولتها دخلت ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي السمان والخريف، وشيء من الخوف، وأغنية على الممر، وزوجتي والكلب، وليل وقضبان، وأبناء الصمت».