ناصر الخضر 
    من لا يزال يشك أن هناك تعاونا عسكريا غير مباشر بين تحالف أولاد زايد والحوثيين، فإنه ضحية جينات الغباء المتوارثة، وتعطل المهارات المكتسبة. توقيت الحادثة، وتحديد مكانها، وبنك معلوماتها في تحديد الشخصيات العسكرية المطلوبة حوثيا وإماراتيا، تزيل أي شكوك في أن يدا غدارة تعمل لصالح جماعة الحوثي. 
   من قراءة أولية لدلالات الحادث المؤلم، يتبين توفر معلومات بحوزة الحوثي مؤكدة من مصادر الانتقالي المجند إماراتيا حول المكان محل الهدف، كما أن توقيت تواجد القيادات، وأسماءها المهمة جواس، طماح، الزنداني، النخعي، النقيب يفك شفرة التنسيق إذا ما تم ربطها بتأمين غطاء جوي إماراتي لتلك المهمة الحوثية القذرة في النيل من قوة  الشرعية، باستهداف أهم قياداتها العسكرية المزعجة للأطماع الإماراتية، وغير الممتثلة لأطماعها، كأدواتها الرخيصة في الانتقالي.
   التنسيق الإماراتي الحوثي غير المباشر يعود في بداياته إلى العام 2012، تولى تلك المهمة الراحل عفاش لإسقاط الثورة ممثلة بالشرعية المنبثقة عنها، ليتولى الدور، وزمام المهمة الإنتقالي الرخيص في التنسيق بين إمارات الصبيان المارقين من أولاد زايد والحوثيين منذ نهاية العام 2014.
   مسلسل تدمير الشرعية قائم على قدم وساق إماراتية. تقوية مجاميع الحزام الأمني ونخبها عسكريا، والنفخ معنويا وماديا ولوجستيا للإنتقالي في الداخل والخارج.  وفي المقابل تبديد كل منجز عسكري أمام الحوثي تحققه الشرعية بجيشها الوطني ومقاومته الشريفة، فوق أنها تحرص باستماته على تلغيم كل مدينة أو موقع يتم تحريرها من قبضة العصابات الحوثية. وتحويلها إلى عبئ أمني بدلا أن تكون عمقا، وإضافة كما هو الحال في تعز وعدن والحديدة مستقبلا.
     الإمارات أصبحت منهج تدمير شامل لليمن لقاء استحواذها على كنوز مواقعه وثرواته الإستراتيجية في عدن، وسقطرى، وشبوة وغيرها من المدن، وفي سبيل ذلك تنفذ حرب لا هوادة فيها على الشرعية وأنصارها، وبمختلف الوسائل القذرة، بما فيها التنسيق مع أدوات الحوثي الإنتقالية بتعزيز ضرباته، وتقوية جبهاته لتبديد قوة الشرعية، وتضييق هامش تحركها، وتكتفي السعودية بغض الطرف عن كل هذه الحماقات والخيانات.
  نكرر وللمرة الأخيرة أن بقاء الإمارات في التحالف، وبدون محاسبتها أمميا سيجلب الكوارث على وطننا، ويعجل بزوال الشرعية ورموزها.